ثقافة

الأمير محمد بن سلمان عملاق الشرق الأوسط!

الأمير محمد بن سلمان عملاق الشرق الأوسط!
د. علي عزيرئيس دائرة الاعلام والثقافة بحزب التضامن الوطني

تاريخ جديد يكتب في الشرق الأوسط، يقوده شاب طموح وزعيم عربي وقائد عملاق بعقلية ريادية ووعي نهضوي تنموي وتمرد يكسر كل التوقعات، ويتجاوز حالة الرتابة التي كان عليها الوضع السياسي والاقتصادي في منطقة الخليج والشرق الأوسط، لتبدأ مرحلة جديدة من تغيير كل سبل بناء المجتمعات ونهضة الشعوب، ومواكبة منطق القرن الواحد والعشرين وطموحاته وتقلباته الاقتصادية المرعبة التي تتطلب قيادة استثنائية ندية تفرض حضورها بثبات وجراة وقدرة في مجاراة القوى الكبرى الاقتصادية والسياسية.
في الأمس كان العالم بأسره يشخص ببصره صوب الشرق الأوسط، باتجاه عاصمته البارزة الرياض، وهي في قمة الزهو والبروز، حيث تقدم صورة فريدة من صنع التحولات وإحداث قفزة نوعية في شكل سياستها، وتنويع مصادر دخلها وهندسة ووعي أبنائها ومواكبتهم النهوض العالمي، والتقدم الصناعي وإثبات كفاءاتهم في تقديم أبهى حلة للتحول وأعمق لوحة في التنمية الاقتصادية.
تضع المملكة الشقيقة يدها في مصاف العظمة الحقيقية القائمة على مواكبة الركب الحضاري والشراكة العالمية المتصلة بأحدث ما توصل إليه العالم من تقدم تكنولوجي وصناعي واستثمار العلاقات الاقتصادية في بناء اقتصاده، وتنويع مصادر دخلها، والاستفادة من إمكانياتها التجارية في خلق توازن جديد يبني قدرات ويستغل الطاقات الكامنة في الأرض والإنسان، ويفتح آفاق اكتشاف المواهب والقدرات والانطلاق نحو المستقبل بكل ثقة وتأهب لخوض غمار التسابق التكنولوجي والصناعي والتقني.
لقد أحدثت زيارة ترامب للرياض ضجة عالمية، وحملت في طياتها الكثير من المفاجأت غير المتوقعة، والاتفاقيات ذات البعد الاستراتيجي البعيدة عن مجرد إبرام صفقات، بل كانت تمثل شراكة استثمارية اقتصادية متعددة بلغت قيمتها 600 مليار دولار شملت مجالات حساسة مثل قطاعات الدفاع العسكري والمدني، الطاقة، الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا المتقدمة، الفضاء والطيران، الأمن البحري الفضاء الرقمي، شراكة فعالة في تغيير هيكلية المجتمع السعودي والعربي، والافصاح عن طموحات مرعبة تتجاوز حدود المألوف، وتفارق تلك الحالة الباهتة من العلاقات المألوفة في منطقة الخليج النفطية، حراك اقتصادي سعودي انبهر به زعيم أكبر اقتصاد في العالم، وأجبر زعيمه ترامب على الاعتراف بدينامكية التحول السعودي الذي يرسي أسسه ولي العهد السعودي الأمير/ محمد بن سلمان.
في الأمس قدمت رؤية 2030 حلقة جديدة من مشاريعها الاستراتيجية، وكشفت من مضيها في ترسيخ نقلة نوعية شرق أوسطية، طفرة نهضوية مبهرة، وحضور استثماري عالمي يتخذ من المملكة واجهة عالمية لاقتصاد جديد متطور بأحدث التقنيات التكنولوجية الدقيقة التي غدت مساهمة في تفعيل وتحريك أي اقتصاد حقيقي متحول ومتطور ومتنوع وفقاً للصورة الحديثة للدول المتقدمة وطرق بنائها لاقتصاداتها، وهذا بمثابة حضور عالمي فعلي رسخه الأمير الشاب بكل جدارة وعبقرية، ليفرض حضور المملكة بكل استحقاق وندية.
التفاصيل مدهشة والرؤية فائقة وصادمة أفصحت فيها المملكة عن دولة ذات ثقل اقتصادي واستثماري مرعب، حيث التوجه نحو المستقبل وتبني استراتجياته ومشاريعه العملاقة التي تعيد رسم العالم وتشكيل ملامح تقدمه المتطور المتجاوز لكل العوائق التقليدية، واستثمار الشراكة يصورة ندية وليس بصورة تبعية، تبادل الخبرات والتقنيات، ومضاعفة فرص التحول بزمن قياسي.
في الأمس لم يكن الإدهاش اقتصاديا ً بل كان للحضور السياسي طلة مختلفة حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، تجلت الفرحة في أعماق ولي العهد السعودي، فرحة عبرت عن زعامة عربية يمثلها هذا الأمير، ونبل سياسي باعث للفخر والاعتزاز، وجهوده الجبارة في إرساء أمن المنطقة والإقليم وخلق توازن جديد في المنطقة يمتص كل الصراعات العاصفة باستقرار المنطقة، داخل شعوبها وفي أطرافها البحرية، والعمل من أجل تحقيق أمن إقليمي كفيل باستيعاب تلك التحولات الاقتصادية التي تتطلب استقرارا سياسيا وأمنا داخلياً.
لقد كان الأمس الثالث عشر من مايو 2025 يوما سعوديا عالميا جعلته وسائل الإعلام العالمية بمختلف منابرها وكبريات الصحف العالمية والمواقع الإخبارية والسوشيال ميديا جعلته في قائمة اهتماماتها وفاتحة عناوينها، غطته بعناية فائقة وتحليل معمق يكشف تفاصيله ويفصفص نقاطه المحورية والهامشية بكل شغف وانبهار، فيا له من حضور تاريخي فارق وغير مسبوق، لقد حظيت قبضة يد ولي العهد لحظة إعلان رفع العقوبات عن سوريا باهتمام إقليمي ودولي كونها عبرت عن مصداقية سياسية ونزعة قومية عربية مثلتها تلك الحركة الصادقة تخطت حدود المألوف.
وحدها القيادة الحكيمة من تصنع تحولات، وحدها الإرادة من تتخطى أحلامها، وحدها العزيمة من تهشم وجوه العجز وتصعد إلى القمة، تلك هي السمات التي أتبعها الأمير محمد ليقف في الهرم، ويسعى لتحقيق قفزة نوعية محورية في مختلف المجالات، ويجعل المملكة مصدر توازن إقليمي ودولي بامتياز، وهي بلا شك منبع ثقة واستحقاق وكفاءة، قادرة على الريادة، لديها طموحات مشروعة وتمتلك إمكانيات مادية ومعنوية تمنحها تلك المهمة التاريخية التي تؤدي دورها فيها بشكل استثنائي مدهش، وإنه لمن دواعي البهجة والإخاء أن نعبر عن مشاعر تجتاحنا ونحن نشاهد ذلك الحضور، ويحق لنا التباهي بذلك الأمل التي يبعثه فينا ذلك الأمير بحنكته وعزيمته.