أكد الدكتور علي عزي، رئيس دائرة الإعلام والثقافة في حزب التضامن الوطني، أن الوحدة اليمنية كما حلم بها الأحرار، لم تكن مجرّد اندماج سياسي، بل كانت وعدًا بوطنٍ يتسع للجميع، تُصان فيه كرامة الإنسان، وتُبنى فيه الشراكة على أسس العدل والمساواة.
وقال الدكتور عزي، في تصريح صحفي بمناسبة الذكرى الـ35 لتحقيق الوحدة اليمنية، إن اليمنيين في الثاني والعشرين من مايو 1990 ظنّوا أن جراح الماضي ستُضمد، وأن الشمال والجنوب سيتّحدان لبناء وطن جديد يقوم على المواطنة المتساوية، غير أن التجربة الوحدوية شابتها أخطاء جوهرية، من إقصاء وتهميش واحتكار للسلطة والثروة، أدّت إلى تشويه الحلم الوطني وتحويله من شراكة إلى شعور بالخذلان.
وشدّد الدكتور علي عزي على أن الوحدة ليست مجرد لافتة ترفع في المناسبات، بل هي عقد شرف وإنصاف وعدالة، تقوم على احترام الحقوق والحريات، وشراكة حقيقية في القرار والثروة. وقال: “لا يصحّ أن يُختزل الجنوب في التبعية، ولا أن يُهمّش الشمال بالصمت، فالوحدة الحقيقية هي وحدة قلوب وأرض وإنسان، لا وحدة أوراق واحتفالات.”
وأكد رئيس دائرة الإعلام والثقافة في حزب التضامن الوطني أن تصحيح المسار الوحدوي بات ضرورة وطنية ملحّة، مشيرًا إلى أن استمرار الممارسات الخاطئة التي رافقت التجربة خلال العقود الماضية سيظل سببًا في تعميق الجراح، وتهديدًا لمستقبل الوطن.
ودعا الدكتور عزي جميع الأطراف في الشمال والجنوب إلى إدراك أن اليمن لا يمكن أن يُبنى بالهيمنة ولا أن يُدار بالإقصاء، مؤكدًا أن الوطن بكل أقاليمه من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه يتسع لجميع أبنائه، وأن مستقبله مرهون بإرادة حرة وعدالة شاملة واحترام متبادل بين مختلف مكوناته.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الجامع تتطلب شجاعة في الاعتراف بالأخطاء، وصدقًا في التوجه نحو بناء دولة مدنية عادلة، تُنهي دوامة التهميش وتفتح أفقًا جديدًا للمصالحة الوطنية والشراكة الكاملة